مرض الانفصام هو حالة نفسية يعاني فيها المريض من عدة اعراض ومنها الانفصال عن الذات، وفقدان الذاكرة.
كل ما يتعلق بالانفصام- من الأعراض إلى العلاج، دليل شامل |
وفي هذه المقالة سأشرح بالتفصيل سبب حدوت اضطراب الانفصام وكيف يتم علاجه.
ما هو الانفصام
او ما يعرف باضطراب
الهوية الانفصامية، والمعروف سابقًا باضطراب الشخصية المتعددة. ويتمثل في اضطراب
هوية الفرد بسبب وجود شخصيتين متميزتين أو أكثر في شخص واحد.
إذ ان بعض المرضى
يبدون فجأة وكأنهم يتبدلون إلى شخصية بديلة يمكن أن تتسم بمزاج مختلف أو حس فكاهة
مختلف أو حتى خط يد مختلف قليلاً، تعرف هذه الشخصيات البديلة بـ
"الألترز".
ومع أن البعض قد يكون
لديهم عدد محدود من الشخصيات، فإن العدد المتوسط قد ارتفع في السنوات الأخيرة، حيث
أفاد بعض الأشخاص بوجود أكثر من مئة شخصية بديلة.
قد تكون هذه الشخصيات
البديلة بأي شكل، سواء كان جنساً مختلفاً، أو عمراً مختلفاً، أو حتى عرقاً
مختلفاً، ويمكن أن تتغير تفضيلاتهم للطعام والموسيقى بسرعة، كما يمكن أن تتغير
آرائهم السياسية ونظرتهم العامة للحياة.
انفصام الشخصية في الإسلام
فسر علماء الاسلام ان
مرض انفصام الشخصية، ناتج عن مس شيطاني، بسحر او عين، خاصة وأن هناك إمكانية أن
يسكن في جسد الانسان شياطين عديدة.
فيستحوذ العارض على
عقل المصاب، وينطق عليه بشخصية مختلفة، لذلك وجد الرقاة الشرعيين ان علاج الانفصام
يكون عن طريق الاستماع لرقية الشرعية وختم القران، مع تكرار قراءة اية الكرسي لإخراج
العوارض من جسد.
اعراض انفصام الشخصية
تشمل اعراض الانفصام
في الشخصية الشائعة التالي:
- النسيان: حيث قد لا تتذكر الشخصيات الأخرى ما قامت به شخصية معينة.
- فقدان الذاكرة: فجوات في الذاكرة اليومية أو في ذكريات الطفولة
- الإحساس بفقدان الذات: أي شعورك كما لو كنت خارج جسدك وتراقب نفسك من الخارج.
- الإحساس بأن العالم من حولك غير حقيقي: كما لو كنت في لعبة فيديو أو برنامج تلفزيوني.
- الشعور بحالة من التبدد: أو حالة شبيهة بالنوبة، حيث تشعر أن حركاتك لا تتحكم بها ولكنك كدمية تتحكم بها قوة أخرى.
- هلاوس سمعية: حيث يسمعون أصواتًا، وأحيانًا يمكنهم سماع أصوات الشخصيات المختلفة تتحدث إلى بعضها البعض. قد يتحدثون إلى أجزاء من أنفسهم ويكتشفون أسباب الحزن أو غيرها.
التبديل بين الشخصيات يمكن أن يجعل المصاب
تشعر بالقلق أو حتى الغضب لأنه قد يكون مرعبًا. يمكن أن تستمر حلقات الانفصال
لفترات تتراوح من ساعات إلى أيام، بينما قد تستمر أخرى لأسابيع أو أشهر.
إقرأ ايضا: افهم الفرق بين الفصام والانفصام
ويشعر الأشخاص بشكل
مختلف عند ظهور شخصيات جديدة؛ مثل:
- فقد يشعر البعض بغياب وضبابية في العقل
- الدوار او الدوخة
- شعور بالبرد والارتعاش
- حتى شعور بالانفصال، حيث تصبح الأفكار الداخلية أكثر صخبًا.
بعض الأشخاص لديهم قدر معين من السيطرة على التبديل بين الشخصيات، بينما البعض الاخر قد لا يلاحظ حتى أنه تبدل.
تشخيص مرض انفصام في الشخصية
حسب الدليل التشخيص DSM-5 الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي
فإنه يُمكن تشخيص اضطراب الهوية الانفصامية من خلال ظهور ثلاثة معايير وهي:
- المعيار الأول:
بالمقابل، قد لا يُظهر بعض الأفراد الذين يعانون من أعراض المعيار الاول التبديل التقليدي إلى شخصية أخرى، بل قد يشعرون فجأة بالانفصال عن أجسادهم، ويشعرون وكأنهم متفرجون على أفعالهم وأقوالهم دون أن يكون لديهم القدرة على التأثير عليها. هذه الفترات من الانفصال تكون مرعبة، خاصةً لأنها قد تصاحبها مشاعر أو رغبات شديدة، بينما يشعر الفرد بالعجز عن إيقافها كما لو كان يشاهد فيلمًا في عقله.
- المعيار الثاني:
الذي يتصف بوجود فقدان
متكرر للذاكرة أو فجوات في الذاكرة، قد يكون أقل وضوحًا للأشخاص من حولهم. قد ينسى
الأشخاص أحداثًا يومية مثل المتاجر التي زاروا إليها أو قد ينسون فترات كاملة من
حياتهم مثل معلومات شخصية هامة أو أحداث الطفولة أو حتى حفل زفافهم.
بعضهم قد يتعرضون
لفجوات في الذاكرة تتعلق بالوظائف اليومية، مثل نسيان كيفية استخدام الكمبيوتر أو
فتح الهاتف الذكي أو التنقل في مدينتهم. قد يجدون أيضًا أدلة على أفعال لا
يتذكرونها، مثل العثور على عناصر جديدة في المنزل لا يتذكرون شرائها.
- المعيار النهائي:
شير هذا المعيار إلى
أن الأعراض لا يمكن تفسيرها بشكل أفضل بواسطة حالات طبية أخرى مثل النوبات، وليست
ناتجة عن تعاطي المواد المخدرة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان المريض طفلًا، يجب على
المتخصصين التأكد من أن الأعراض ليست نتيجة لأصدقاء خياليين أو نوع آخر من اللعب
الخيالي.
اسباب مرض الانفصام
يعتقد ان اسباب الانفصام نتيجة لتعرض الشخص لصدمة في الطفولة، ويبدو أنه يحدث عندما تكون هوية الفرد متجزئة وغير موحدة، ويظهر ذلك من خلال وجود شخصيات مختلفة في نفس الجسد. ربما شاهدت فيلم (TheWard)، يجسد هذا الفيلم عقل مريضة انفصام في الشخصية تدعى أليس.
إقرأ أيضا: اضطراب ما بعد الصدمة وطرق الحديثة لتعافي منه
أليس تعرضت لاعتداء
جنسي في عمر 11 سنة، ومن اجل التغلب على هذه الصدمة فإن وعيها انقسم إلى عدة
شخصيات وكل شخصية اخدت جزءا من كابوس الصدمة وخبأته عن هويتها الحقيقة من اجل
حمايتها.
ولأن صدمتها كانت
شديدة، فإن هويتها الحقيقة اختفت في اعماقها وأصبحت الشخصيات الأخرى هي الطاغية
والمسيطرة على جسدها.
فعندم تتحول أليس إلى
شخصية من شخصياتها وهي "كريستن"، فإن التحول ليس فقط الاسم هو ما يتغير،
بل جميع السمات، مثل الهوية، الشخصية، التأثير، المظهر، المزاج، وحتى اللهجات في
بعض الأحيان.
أنصح بمشاهدة الفيلم
لتفهم أكثر ما يدور في داخل مريض اضطراب الانفصام.
علاج انفصام الشخصية
لا يوجد علاج شافٍ
الانفصام الشخصي، لكن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك في تحسين حياتك
والعيش بسعادة والطريقة الأكثر شيوعًا هي:
- العلاج النفسي:
يعرف أيضًا بالعلاج
بالكلام، ويهدف إلى مساعدة مريض الانفصام في التعامل مع محفزات الانفصام الخاصة
به. الهدف هو "دمج" سمات الشخصيات المنفصلة في شخصية موحدة يمكنها
التحكم في المحفزات.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
هو نوع من العلاج
النفسي المنظم والموجه نحو الأهداف. يساعد CBT في تعلم كيفية التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتبني أنماط
تفكير وعادات أكثر صحة.
- العلاج السلوكي الجدلي (DBT):
يعمل بشكل جيد إذا كنت
المصاب يشعر بالعواطف بشكل مكثف. الهدف هو تحقيق توازن بين قبول هويته، وتحدياته،
وفوائد التغيير. يساعد هذا العلاج في تعلم مهارات تنظيم العواطف.
- التنويم المغناطيسي:
يستخدم بالتزامن مع العلاج النفسي، حيث يمكن
استخدام التنويم المغناطيسي السريري للوصول إلى الذكريات المكبوتة، والتحكم في بعض
السلوكيات المشكلات التي تصاحب الانفصام بالشخصيه، بالإضافة إلى مساعدة في دمج
الشخصيات في هوية واحدة.
- العلاج المساعد:
أظهرت العلاجات مثل العلاج بالفن أو العلاج بالحركة أنها تساعد الأشخاص على الاتصال بأجزاء من عقولهم قد يكونون قد أغلقوها للتعامل مع الصدمات.
- ادوية الانفصام:
لا يوجد ادوية تعالج
الانفصام بالتحديد، لكن عادة يوجد اعراض مصاحبة مرض انفصام، مثل الاكتئاب،
القلق، لذلك يكون العلاج النفسي أساسي لهذا لاضطرب.
الخاتمة:
مرض الانفصام هو حالة
نفسية تنشأ عادة نتيجة صدمات شديدة في الطفولة، مثل الاعتداء البدني أو الجنسي.
ولا يوجد علاج محدد لهذا المرض إلا ان العلاج النفسي مع مختص في الصدمات قد أتبت
نجاحه على المدى البعيد مع المصابين، واستطاع العديد منهم العودة إلى حياتهم
الطبيعية والعيش بدون الشخصيات الاخرى.