إنفصام الشخصية وعلاجه يعتبر كحالة يحدث فيها تطور لعدة شخصيات بديلة للفرد، في داخل عقله وجسده، والتي قد تعمل سواءً مع أو بدون وعي الذات المعتادة للشخص. يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، المعروف بـ DSM-5، هذا الاضطراب كخلل في الهوية.
كيف يتم علاج انفصام الشخصية بطرق حديثة |
وفي هذه المقالة
سأتطرق لجميع جوانب مرض الانفصام، وما هي الطريقة التي يعالج بها من الأنفصام
نهائيا.
ما هو الانفصام في الشخصية
في السابق، كان يسمى
باضطراب تعدد الشخصيات في النسخ القديمة من
DSM،
ولكن تم تغيير الاسم إلى اضطراب الهوية الانفصامية. تتميز اضطرابات
الانفصام بوجود اضطراب أو انقطاع في التكامل الطبيعي للوعي، والذاكرة، والهوية،
والعاطفة، والإدراك، وتمثيل الجسم، والتحكم الحركي، والسلوك.
حيت يخلق الشخص،
شخصيات أخرى لتعامل مع صدمة ما، ويترك نفسه جانبا، وعادة ما يبدأ المرض بسبب صدمة
او إساءة في الطفولة.
كيف تعرف أنك مصاب بانفصام الشخصية؟
غالباً ما يحدث
الانفصال في اضطراب الهوية الانفصامية، سواء كان شخصية منقسمة أو شعور بالانفصال
عن الذات، حيث تشعر وكأن شخصاً آخر يقود أفكارك، أو شعور باللاواقعية، كما لو كنت
تشاهد فيلماً بدلاً من التفاعل مع العالم الحقيقي، أو شعور بالضبابية أو الغموض.
وكل هذه طرق خلقتها
للتعامل مع صدمة واقعك، مما مررت به أو قد لا زلت تمر به. وتكون أعراض انفصام الشخصية عند معظم المصابين
كتالي:
- فقدان الذاكرة
- الضباب العقلي
- انقسام الهوية إلى عدة شخصيات مختلفة
- شعور بالانفصال عن نفسك
- الشعور بالخدر العاطفي أو الجسدي
- يتحدث المصاب بنبرة جامدة وبدون تعبيرات عاطفية
- صعوبة في تكوين علاقات
- صعوبة في التعرف على الأماكن والأشخاص
- شعورًا مغيرًا بالوقت
- الدوخة
- الميول للتفكير المفرط والقلق
- صعوبة في تذكر حدث صادم
قد يشكل اضطراب الهوية الانفصامي خطرًا على الشخص، خاصة إذا كانت إحدى الهويات تشارك في سلوكيات مؤذية أو خطرة. معدلات الانتحار بين المصابين بالحالة مرتفعة جدًا، حيث يحاول حوالي ثلاثة أرباعهم الانتحار مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
إقرأ ايضا: فهم الفصام: كيفية دمج العلاجات التقليدية والحديثة لإدارة المرض
أنواع انفصام الشخصية
هناك ثلاثة أنواع
رئيسية: اضطراب الهوية الانفصامية، اضطراب فقدان الذاكرة الانفصامي، واضطراب
الشعور بالانفصال أو عدم الواقعية.
بينما لكل نوع أعراضه الخاصة، إلا أنهم يشتركون في سمات معينة مثل الشعور بالانفصال عن الذات:
الانفصام هو علامة رئيسية على الاضطراب الانفصامي. تشعر بالانفصال عن الآخرين ومحيطك ونفسك. إنه سمة يمكن التعرف عليها بسهولة لأولئك الذين يعانون من اضطراب الشعور بالانفصام أو عدم الواقعية. ومع ذلك، يتطلب الأمر الوعي الذاتي لإدراك أنك تشعر بالبعد عن نفسك. خذ بعض الوقت لتفقد نفسك وإعادة التواصل مع ذاتك إذا كنت تشعر بالانفصال قليلاً.
- الهوية الضبابية:
إلى جانب الشعور
بالانفصال عن نفسك، يمكنك أيضًا تجربة شعور بالهوية الضبابية، والتي قد تشعرك كأنك
تبتعد عن قيمك الأساسية أو كأنك لا تعرف نفسك.
غالبًا ما يشعر
المصابون بهذا الاضطراب كما لو كانوا يشاهدون أنفسهم من الخارج، ربما كأنهم
يشاهدون فيلمًا عن حياتهم. قد يشعرون بالخدر العاطفي أو الجسدي، أو يكون لديهم
شعور ضعيف بالذات.
- فجوات الذاكرة:
العلامة التالية هي
فجوات الذاكرة او فقدن الذاكرة، من الأعراض الشائعة للانفصام وجود فجوات في
الذاكرة. وهي لا تحدث بسبب عوامل خارجية أو أدوية، ولكن تحدث بدون أي محفزات يمكن
التعرف عليها بسهولة.
من الصعب ملاحظة فجوات
الذاكرة لأنك لا تكون واعيًا لما فاتك، لذلك غالبًا ما يكون هذا علامة مقلقة.
طريقة جيدة لتصبح أكثر وعيًا بفجوات الذاكرة المحتملة هي من خلال كتابة مذكرات.
تقع كل من هذه الاضطرابات على طيف من الشدة، حيث يعتبر اضطراب الانفصال عن الذات والواقع الأقل شدة، وفقدان الذاكرة الانفصامي في المنتصف، واضطراب الهوية الانفصامي الأكثر شدة.
إقرأ ايضا: اضطراب ما بعد الصدمة وطرق الحديثة لتعافي منه
علاج انفصام الشخصية
يتساءل الكثرين عن كيف
أتخلص من مرض انفصام الشخصية، ولكن في الحقيقة لا يوجد خطة محددة علاج الانفصام في
الشخصية أو مبنية على الأدلة للاضطراب الهوية الانفصامية.
ما يوجد هو تجارب علاج
مرض الانفصام في الشخصية فردية، وتوصيات من أشخاص أفادوا بنجاح بعض الأساليب.
ودعوني أشارككم ما تم اكتشافه حتى الآن وما يتحدث عنه الناس:
- التنويم المغناطيسي:
تحت التنويم
المغناطيسي، يُظهر بعض الأشخاص استجابة كبيرة لتوجيهات معالجيهم، بما في ذلك
الشخصيات المختلفة التي تظهر.
توجد هذه الشخصيات
لسبب ما، غالباً لمساعدة الشخص على التعامل مع الصدمات، لتشعره بالأمان والقوة أو
اللعب أو أي شعور آخر يحتاجه. ولكن لأي سبب كان، لا تمنح هذه الشخصيات نفسها الإذن
بالشعور بنفسها والشخصية الرئيسية.
لذا، تحت التنويم
المغناطيسي، يمكن لهذه الشخصيات الأخرى أن تبدأ في الاندماج مع الشخصية الرئيسية
لتمكينها من تبني قوتها وسماتها.
- علاج الانفصام بالفن، والعلاج بالحركة:
حيث يعبر الناس عن
أنفسهم فنياً ويخرجون ما هو مدفون في subconscious من خلال فنهم، هو وسيلة رائعة لبناء الروابط بين المناطق في
الدماغ التي أغلقت بسبب الصدمة.
- التكامل والاندماج:
وهو العلاج النفسي
الأكثر فعالية، وسأعطيك مثال عن قصة امرأة تعرضت امرأة للاعتداء الجنسي عندما كانت
طفلة، وكان لديها شخصيتين أخريين، الفتاة الصغيرة البريئة والمرأة الغاضبة.
تظهر الفتاة الصغيرة ذات الستة سنوات عندما تشعر بالذنب والخجل، فتظهر بصوت مختلف، وتعبيرات، اسم وتاريخ مختلف. ولكنها كانت ترغب في أن تشعر بالبراءة والنقاء أو بالأمان والحماية، أو أن يهتم بها الآخرون كفتاة صغيرة.
إقرأ ايضا: افهم الفرق بين الفصام والانفصام
وطريقة علاج انفصام
الشخصية لهذه المرأة كان يتعلق بالاندماج. كان يتعلق بمساعدتها على معالجة أن
صدمتها كطفلة لم تكن خطأها، وأنها لم تكن مذنبة أو سيئة أو غير نقية.
وأنها كالشخصية
الرئيسية، يمكنها طلب رعاية الآخرين، تلبية احتياجاتها، سواء كان ذلك بالتحدث أو
العناق أو المشي معها، أو قضاء الوقت معها، وأنها يمكنها فرض ذلك كبالغة، بدلاً من
أن تتحول إلى طفلة في السادسة من عمرها للحصول على ذلك. او التحول إلى امرأة
غاضبة، ساخطة.
وكلما تمكنت من القيام بذلك كشخصية رئيسية، كلما قل وجود الفتاة الصغيرة او المرأة الأخرى، لأنها لم تكن بحاجة إليها، وفي النهاية اختفت كل شخصية بعد العمل معها من قبل الطبيب المختص.
إقرأ ايضا: الفصام- هل تبحت عن نهاية لمرض الشيزوفرينيا؟
علاج انفصام الشخصية بالادوية
ادوية علاج انفصام في الشخصية لا تقدم من اجل علاج الانفصام بالتحديد، لان المصاب بهذا المرض قد يعاني
من حالات أخرى جانبية وهي:
- الاكتئاب
- القلق ونوبات الهلع
- الهلوسة السمعية والبصرية
- وكذلك التفكير بالانتحار
ودواء الانفصام مثل
مضادات الاكتئاب والذهان، يعطى من قبل الطبيب لعلاج هذه الحالات والتقليل من
أعراضها، لسيطرة على القلق وسلوكيات الانتحار لذي المصاب.
إقرأ ايضا: تعلم كيفية السيطرة على نوبة الهلع والتخلص منها نهائيا
علاج انفصام الشخصية بدون أدوية
لا يوجد افضل علاج
لانفصام الشخصية، بل يوجد طرق بديلة لسيطرة على عميلة الانفصال والأعراض، والهدف
من العلاج هو دمج جميع الشخصيات في الهوية الحقيقة للمصاب ومن بين هذه العلاجات
هي:
العلاج السلوكي المعرفي(CBT) للانفصام:
هو نهج علاج نفسي يركز على تغيير
الأنماط السلبية في التفكير والسلوك. ويمكن أن يكون هذا العلاج مفيدًا في:
- فهم وإدارة الأعراض:
يساعد CBT الأفراد في فهم طبيعة الأعراض التي يعانون
منها وكيفية تأثيرها على حياتهم اليومية. هذا يتضمن تحديد الأفكار المزعجة أو
المسببة للقلق وتحويلها إلى أفكار أكثر إيجابية ومقبولة.
- التعامل مع الذكريات:
يساعد العلاج في
التعامل مع الذكريات المؤلمة أو المؤثرة من خلال تقنيات مثل التعرض التدريجي،
والتي تساعد الأفراد على مواجهة الذكريات المؤلمة بشكل آمن.
- تطوير مهارات التكيف:
يتم تعليم الأفراد
استراتيجيات جديدة للتكيف مع المواقف المزعجة أو المثيرة للقلق، مثل تقنيات
الاسترخاء والتفكير الإيجابي.
- تحسين التواصل الداخلي:
يتناول CBT أيضًا العمل على تحسين التواصل والتنسيق بين
الشخصيات المختلفة داخل الفرد. يشمل ذلك تقنيات لتعزيز التواصل الداخلي والتفاهم
بين الشخصيات المختلفة.
العلاج السلوكي الجدلي لزدواجية الشخصية:
السلوكي الذي يركز على مساعدة الأفراد في تنظيم عواطفهم وتعلم مهارات التكيف، وهذا العلاج، يمكن أن يتضمن:
- التنظيم العاطفي:
يساعد DBT الأفراد في التعرف على عواطفهم وإدارتها
بشكل أفضل. يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع العواطف الشديدة والتقلبات العاطفية
التي قد تحدث بسبب التغيرات في الهويات.
- التحكم في الاندفاع:
يساعد في تطوير مهارات
للسيطرة على التصرفات المندفعة التي قد تكون ناتجة عن التغيرات المفاجئة في الهوية
أو المشاعر الشديدة.
- تحسين العلاقات الشخصية:
يشمل العلاج تعزيز
مهارات التواصل الفعالة وبناء علاقات أكثر صحية. يساعد الأفراد على التعامل مع
الصراعات والعلاقات بشكل أكثر فعالية.
- العيش في الوقت الحالي:
يُركز DBT على تقنيات الوعي الذاتي مثل تمارين اليقظة
التي تساعد الأفراد في العيش في اللحظة الراهنة، مما يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص
الذين يعانون من التغيرات في الهوية.
- القبول والتغيير:
يتعامل DBT مع كيفية قبول الذات والتغيرات التي تحدث، بينما يعمل أيضًا على تغيير السلوكيات غير المفيدة وتحسين جودة الحياة.
كلا العلاجين يهدفان
إلى تحسين جودة الحياة للشخص المصاب باضطراب الهوية الانفصامي ولكنها ليسا علاجين
شافيين تماما من المرض.
الخاتمة:
يمكن أن يكون الانفصال مخيفًا وفي بعض الحالات مدمرًا. ليس كالأمراض الجسدية حيث يتم التشخيص والعلاج من خلال الفحوصات، ولكن هناك علاج انفصام الشخصية، مثل العلاج النفسي، والأدوية، والعلاج الأسري، والتنويم الإيحائي.